الخميس، 3 مارس 2011

التعبير

التعبير مهمّة أقرب وصف لها هو إنها شاقّة. بتتعب الروح. ممكن تبان سهلة بس كمان ممكن نقول إنها بتندرج تحت ما يسمّى بالسهل الممتنع.


عندك فكرة معيّنة، عايز توصّلها للي قدّامك. عندك خطوات كتير تعملها قبل و بعد ما تفتح بقّك و تقول أو تعبّر عن اللي حاسّه\بتفكّر فيه. 

الخطوة الأولى: وجود الفكرة.
الخطوة التانية: بلورتها و إكتشافها في دماغك.
الخطوة الثالثة: تفنيدها و تفصيصها و معرفة تسلسلها.
الخطوة الرابعة: مراجعتها عشان تشوف لو بتتضمّن معلومات شخصية مش عايز حد يعرفها أو إذا فيها معلومات بتخلي منظرك وحش.
الخطوة الخامسة: تنظيمها في جملة سليمة توضّح معناها بالشكل السليم عشان ماتتفهمش غلط.
الخطوة السادسة: مراجعتها عشان تشوف لو فيها أي تقليل إحترام للشخص اللي بيسمعها. أو أي شخص عزيز عليه، أو أي شخص يقربله، أو أي شخص يعرفه، أو أي شخص عدّا من جنبه!
الخطوة السابعة: تبتدي تقولها.
الخطوة التامنة: تحاول إنّ عقلك مايتشتّتش عن الفكرة اللي انت بتتكلّم فيها.
الخطوة التاسعة: تحاول إن نبرة صوتك تبقى مظبوطة و متوازية مع نوع الفكرة اللي انت بتتكلم فيها.
الخطوة العاشرة: تحاول ماتتلعثمش و انت بتتكلّم عشان ماتفقدش انتباه اللي قدّامك.

مهمّة مش سهلة مش كدا؟

يمكن الحاجات دي بتحصل في ثواني، بس الغلطة ممكن تكلّفك كتير. كتير بالمعنى الحرفي.

يمكن عشان كدا أنا من النوع اللي بيسمع أكتر بكتير ما بيتكلّم.

:)

**

الثلاثاء، 1 مارس 2011

قصّة يوم

ببتدي يومي بحب الحياة.


بشيل البطاّنية عنّي و بقف عشان أحسّ بالأرض العارية و هي بتلمس رجليّا كأنّي بسلّم عليها و بتسلّم عليّا.


باتّجه لباب البلكونة براقب الضوء و هو لسّة بيتكوّن و بشوف حركة الناس و الحياة و هي بتسرع أكتر دقيقة ورا التانية، كأنّي بسلّم على الكون في يوم جديد و بيسلّم عليّا.


بدخل على الحمام أغسل وشيّ، ببص في المرايا على نفسي و ببتسم، بحتفي بفكرة إني لسّة موجودة على وش الأرض، بفتح الميّة على الآخر، بدخل إيدي وسطها و بحس بكرمها اللامتناهي و بقيمتها في تجديد كل حاجة في الحياة، بغسل وشّي و بحاول أنهي أي أثر لليلة طويلة من النوم و من الأحلام... الأحلام ليها معنى بس وانتي صاحية، غير كدا مالهاش. ببص على نفسي تاني و بحس بالتجديد، ببتسم كأني بسلم على نفسي و نفسي بتسلم عليا.


بروح جنب الراديو، ببتدي يومي بصوت فيروز، دايماً ببتدي يومي بصوت فيروز، بحط عن قصد أغنية "يسعد صباحك و المسا" بهديها لنفسي، بدندن معاها شويّة بعدين أعلّيها أكتر عشان صوتها يغلب صوتي، كأني بسلّم على الجمال و بيسلّم عليّا.


بدخل على المطبخ، بحّضر لنفسي قهوة، ببص على الفنجان بيلفت إنتباهي سواده، بجيب إزازة اللبن من التلاجة و بزيد شويّة منها على القهوة، بتطمّن إن السواد اتحوّل لشيء من البياض، و ببتسم، كأنّي بسلّم على النقاء و بيسلّم عليّا.


*
*
*


خطوات كتير على مدار اليوم بعملها بنفس الطريقة، بسلّم على كل حاجة اتقابلني، بحب كل حاجة اتقابلنني، بخلق صداقة مع كل حاجة اتقابلني، و ببتسم.


و في آخر اليوم، برجع تحت بطانيتي تاني، سعيدة بعلاقة بيوم جديد اتخلقت من الحب و الإنسجام، بكلّم ربّنا و بشكره على قدرته على خلق الكمية دي من الجمال، و بستسلم لنوم عميق.